في
البداية.. النحل لا يأخذ عسلاً من الأزهار.. فالأزهار ليس بها عسل، فالعسل
مادة لا يصنعها إلا النحل، وهو يصنعها من مواد يأخذها من الأزهار، مواد
سكرية نطلق عليها رحيق الأزهار، وهي في الغالب سائلة وتجتذُب النحل لتلك
الأزهار.
والواقع أنّ النّحل في هُبوطه على الزهرة وامتصاصه
لهذا الرحيق يأخذ معه حبوباً دقيقةً تحتاجها الأزهار لتنبت ثمار وبذور
جديدةوعندما تتردد النحلة على نفس نوع الزهرة لامتصاص الرحيق، فإنها تنقل
معها تلك الحبوب الدقيقة، فتورق تلك الأزهار وتزدهر وتستطيع الأزهار صناعة
رحيق جديد بواسطة عمليات كيميائية مُعقدة تعتمد على عدة عوامل: ضوء الشمس،
المياه الموجودة في التربة، خلايا النبات القادرة على تصنيع المواد
السكرية.
وبهذه الطريقة تعوض الزهرة ما امتصته النحلة من رحيق، هذا الرحيق الذي لا
يستطيع أي مصنع أو آلة تحويلة إلى عسل، فتلك هي مهمة النحلة، وهي فقط تملك
هذه الخاصية الفريدة العظيمة.