الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
والجنة التي وعد المتقون هي رحمة من الله لمن آمن به وعمل صالحا، قال تعالى (قل أؤنبئكم بخير من ذلك للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها) [آل عمرانـ 15].
الجنة وأبوابها
أول من يفتح له باب الجنة هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وهذه إحدى الشفاعات الخاصة به، وورد في أبواب الجنة أنها مسيرة كذا وكذا من سعتها، وأنه سيأتي عليها يوم وهي كظيظ من الزحام لكثرة داخليها فاحرص على أن تكون معهم.
باب الريان خاص بالصائمين
من أبواب الجنة "الريان"، عن سهلـ رضي الله عنهـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون؟ فيقومون فإذا دخلوا أغلق" [رواه البخاري[.
تأملوا اسمه الريان، والري ضد العطش، وفي هذا الشهر نعرف نعمة الله بالماء الذي يوم القيامة يُحرم منه الكافر عقوبة له لمخالفته أمر ربه، قال تعالى (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين).
هل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟!
هذا السؤال طرحه السّباق إلى الخير أبو بكر الصديقـ رضي الله عنهـ سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك لحرصه على الخير، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرةـ رضي الله عنهـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة"، فقال أبو بكرـ رضي الله عنهـ:بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال:"نعم، وأرجو أن تكون منهم".
اللهم أسألك رضاك والجنه .. اللهم اجعلنا ممن يدخلون الجنة من جميع أبوابها
دمتم بحفظ الرحمن وتقبل الله صيامكم وقيامكم