قال صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ أهل الجنَّةَ يَتَراءونَ أهلَ الغرفِ من فوقهم كما تَتَراءَونَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ الغابرَ في الأُفُقِ من المشرقِ أو المغربِ لِتَفاضُلِ ما بينهم ) قالوا: يا رسولَ اللهِ تلك منازلُ الأنبياءِلا يَبْلُغُها غيرُهم، قال: ( بلى والذي نفسي بيَدهِ رجالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ )
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3256 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
شرح الحديث :????
جَعَلَ اللهُ سُبحانَه وتَعالى الجَنَّةَ دَرجاتٍ، واختَصَّ نَبيَّنا صلى الله عليه وسلم بأعْلى مَنازلِها وأشرفِها، وفيها أصحابُ الغُرَفِ والدَّرجاتِ العُلى، وما تحتها من الدَّرجاتِ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ أهلَ الدَّرجاتِ الأَقَلِّ يَنظُرونَ إلى أهلِ الغُرَفِ والدَّرجاتِ العُليا فوقَهم كما يَتراءَوْنَ الكَوكبَ الدُّرِّيَّ الغابرَ في الأُفُق، يعني: يَنظرونَ إلى أَهْلِ هذه المنازلِ ويَرَوْنَهم كما يَرَوْنَ الكَوكَبَ المُضيءَ الَّذي ذَهَبَ بَعدَ انتشارِ ضَوءِ الفَجرِ في أطرافِ السَّماءِ؛ لِتَفاضُلِ ما بَينِهم، أي لبُعدِ مَنازلِ أَهلِ الغُرَفِ عن باقي أهْلِ الجَنَّةِ، وهذه المنازِلُ ليست مَقصورَةً على الأنبياءِ صَلواتُ اللهِ وسَلامُه عَليهم، بل يَبلُغُها رِجالٌ آمَنوا باللهِ وصَدَّقوا المرسلين كما أخبَرَ صلى الله عليه وسلم فذلك فَضلُ اللهِ يُؤتيهِ مَن يَشاءُ، وهو السَّميعُ العَليمُ.
من دل على خير
فله مثل أجر فاعله