الإنسان
خلق الله -عزّ وجلّ- سيّدنا آدم من طين، وهو ما يتعارض مع نظريّة التّطور التي تشير إلى وجود سلف مُشترك بين الإنسان والقِرَدة الإفريقيّة العُليا، يقول الله -تعالى- في كتابه الكريم: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ*فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ)،[١] وتُشير نظريّة التطوّر إلى أنّ الإنسان الحديث (الاسم العلميّ: Homo sapiens) لم يكن أوّل البشر على الأرض، بل سبقه الإنسان النّيدرتالي، أو الإنسان البدائيّ (الاسم العلمي: Homo neanderthalensis) الذي انقرض منذ زمن.[٢]
الصفات المُميّزة للإنسان
كرّم الله الإنسان وميزّه عن باقي مخلوقاته، وعلى الرّغم من أنّه ينتمي تصنيفيّاََ إلى رتبة الرّئيسيات التي تضمّ أيضاََ القِرَدة العُليا، إلا أنّه يتميّز عنها بخصائص فريدة، منها:[٣]
القدرة على الكلام: الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمكنه الكلام، والغناء، وتطوير اللّغة؛ وذلك لعدّة أسباب، منها: وجود الحنجرة، أو صندوق الصّوت في موقع عميق داخل المجرى الصّوتي، ومرونة اللّسان لاتصاله بعظم واحد فقط هو العظم اللّامِيّ المنفصل عن الهيكل العظمي، بالإضافة إلى مرونة الشّفتين، وصِغَر حجم الفم ومرونته.
تطوّر الكتفَين: تتميّز عظام كتف الإنسان بالاستقامة، وبارتباطها بمفاصل واسعة الحركة، وهو أمر شديد الأهميّة لأنّه مكّن الإنسان من الرّمي بدقة أثناء صيد الحيوانات التي اعتمد بقاؤه عليها، وهو بذلك يختلف عن كتف القرد الذي يمكّنه من تسلق الأشجار بسهولة.
حجم الإبهام وموقعه: يتميّز الإنسان بأنّ حجم يديه صغير، وأصابعه مستقيمة، كما أنّ أصبع الإبهام يكون مواجهاََ لباقي الأصابع، ممّا يعطيه حريّة الحركة والقدرة على الإمساك بالأشياء، لذلك يتمكّن الإنسان من ممارسة الأعمال التي تحتاج إلى دقة شديدة.
الجلد العاري: يتميّز الإنسان عن باقي الرّئيسيات بأنّ جلده غير مُغطّى بالشّعر، وبذلك تزداد فعاليّة الغدد العرقيّة التي تساهم في المحافظة على ثبات درجة حرارة الجسم.
استقامة القامة: يتميّز الإنسان بقدرته على المشي باستقامة، ممّا يمكنّه من المشي على رجلَيه مسافةً طويلةً دون أن يبدّد الكثير من الطّاقة.
احمرار الوجه خجلاََ: يُعدّ الإنسان الكائن الوحيد الذي يحمرّ وجهه خجلاََ؛ وذلك نتيجةً لتمدّد الشّعيرات الدّمويّة في الخد، وهو جزء من استجابة الإنسان للجهاز العصبي الودّي في حالات الكرّ أو الفرّ.
تطوّر الدّماغ: يتميّز دماغ الإنسان بأنّه كبير الحجم مقارنةً بحجم الجسم، وبأنّه أكثر قدرةً وتعقيداََ من أدمغة باقي الكائنات الحيّة، كما أنّ عدد الخلايا العصبيّة فيه كبير جداََ؛ فهي تبلغ 86 مليار خليّة.
القدرات العقليّة: يتميّز الإنسان بالقدرة على التّخيّل والإبداع، كما يمتلك مشاعر، وأفكاراً، ومعتقداتٍ.
الإدراك بحتميّة الموت: يدرك جميع البشر أنّهم غير مُخلّدين، وأنّهم سيفارقون الحياة يوماََ ما، ممّا يدفعهم إلى تحقيق إنجازات عظيمة، للاستفادة من الوقت المحدود لهم في الحياة، كما أنّ حقيقة الموت تدفعهم غالباً للإيمان بوجود قوّة عُليا تتحكّم بحياة البشر.
القدرة على التّطور الثّقافي: يتميّز كلّ جيل من البشر بأنّه أكثر تطوراََ من الجيل الذي سبقه؛ وذلك بفضل قدرة الإنسان على نقل خبراته من جيل لآخر، وذلك عن طريق سرد القصص، والكتابة.
معلومات عامّة عن الإنسان
فيما يأتي بعض المعلومات العامّة عن الإنسان:[٤]
يتكوّن جسم الإنسان من 100 تريليون خليّة تقريباََ.
تُقدَّر أعداد البكتيريا في جسم الإنسان بعشرة أضعاف عدد الخلايا الحيّة.
يتنفس الإنسان البالغ أكثر من 20 ألف مرّة يومياََ.
يفرز الإنسان البالغ 1.42 لتر من البول كلّ يوم.
يُشكّل الماء أكثر من نصف وزن الإنسان البالغ.
يحتوي جسم الطّفل عند ولادته على 300 عظمة، يبدأ بعضها بالاندماج أثناء النّمو ليصل عددها إلى 206 عظمات عند البلوغ، منها 106عظمات في اليدين والقدمين فقط.[٥]
تحتوي أذن الإنسان على أصغر عظمة في الجسم وهي عظمة الرّكاب (بالإنجليزيّة: stapes)، أمّا أكبر عظمة في جسم الإنسان فهي عظمة الفخذ.[٥]
يثبت اللّسان في مكانه في الفم؛ بفضل عظمة واحدة تُسمّى العظم اللامي.[٥]
يولد 1% من البشر بضلع إضافيّ يُسمّى الضلع العنقي؛ بحيث يصبح عدد الأضلاع ثلاثة عشر ضلعاََ بدلاََ من اثني عشر ضلعاََ، وهو ما يسبّب لهم آلام الرّقبة؛ لذلك يُنصَح الأطباء بإزالة الضّلع الزّائد جراحيّاََ.[٥]
تُغطّى أسنان الإنسان بمادّة المينا التي تتميّز بالقوة والصّلابة، فهي -على خلاف الظّن الشائع- أقوى من العظام.[٥]
يُنتج الإنسان ما يقارب 0.95 لتر (32 أونصة) من اللّعاب يومياََ في المتوسّط.[٦]
يتحرك المريء لدفع الطّعام نحو المعدة حركةً تموجيّةً تُسمّى الحركة الدّوديّة.[٦]
تتأثّر قدرة الجسم على هضم الطّعام بالحالة الانفعاليّة للإنسان، وكذلك باضطرابات الدّماغ.[٦]
يصل طول الأمعاء الدّقيقة في جسم الإنسان ما بين 22-23 قدماً، بينما لا يتجاوز طول الأمعاء الغليظة 5 أقدام.[٦]
يزداد إفراز اللّعاب عندما يتقيّأ الإنسان؛ وذلك لحماية الأسنان من أحماض المعدة.[٦]
يقارب حجم القلب في الإنسان البالغ حجم قبضة اليد.[٧]
ينبض قلب الإنسان حوالي 115.000 مرّة يومياََ، ويمكن أن يستمرّ بالنّبض حتّى بعد أن ينفصل عن الجسد.[٧]
يضخّ القلب 2000 جالون من الدّم يومياََ.[٧]
ينتج صوت القلب عن فتح الصّمامات وإغلاقها.[٧]
ينبض قلب المرأة بسرعة أكبر من نبض قلب الرجل، ويفوق حجم قلب الرجل حجم قلب المرأة.[٧]
يصل طول الأوعية الدّمويّة في جسم الإنسان -عند مدّها- إلى أكثر من 60.000 ميل.[٧]
تحتوي كلّ خليّة في جسم الإنسان على 23 زوجاً من الكروموسومات؛ منها 22 زوجاً من الكروموسومات الجسميّة، وزوج واحد من الكروموسومات الجنسيّة التي تحدّد جنس الإنسان.[٨]
تتحدّد بعض الصّفات الوراثيّة، مثل: حجم الإنسان بالجينات، بالإضافة إلى العوامل البيئيّة، مثل: نوعيّة الغذاء، والتّمارين البدنيّة التي يمارسها.[٨]
يتمكّن الإنسان من العيش دون طعام ما بين أسبوعين إلى ثمانية أسابيع؛ اعتماداََ على كميات الدّهون المُخزَّنة في جسمه، بينما يمكنه العيش لمدّة ثلاثة أو أربعة أيّام فقط دون ماء، علماََ أنّه تمّ تسجيل حالات صوم عن الماء لأسباب دينيّة لفترات أطول.[٨