هديه - صلى الله عليه وسلم - في الجمعة والعيدين
د - أحمد بن عثمان المزيد
1- كانَ مِنْ هَدْيِهِ تعظيمُ يوم الجمعة
وتشريفُه وتخصيصُه بخصائص؛ منها: الاغتسال في يَوْمِها، وأَنْ يلبسَ فيه
أحسنَ ثيابِه، والإنصاتُ للخطبة وجوبًا، وكثرةُ الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم -.
2- وكان يخرجُ إذا اجتمعوا فَيُسَلِّمُ عليهم، ثم يصعدُ المنبرَ
ويستقبلُهم بوجهِه ويُسَلِّمُ عليهم، ثم يجلسُ، ويأخذُ بلالٌ في الأذانِ،
فإذا فرغَ منه قام فَخَطَبَ مِنْ غير فَصْلٍ بين الأذانِ والخُطبةِ، وكان
يَخْطُبُ مَعْتَمِدًا على قوسٍ أَوْ عصا قبل أَنْ يَتَّخِذَ المنبرَ.
3- وكان يَخْطُبُ قائمًا، ثم يجلسُ جِلْسَةً خفيفةً، ثم يقومُ فيخطبُ الثانيةَ.
4- وكان يأمرُ بالدُّنوِّ مِنْهُ والإنصاتِ، ويخبرُ الرجلَ إذا قال
لصاحِبِه: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَا، وَمَنْ لَغَا فَلَا جُمُعَةَ لَهُ.
5- وكان إذا خَطَبَ احمرَّتْ عَيْنَاه وَعَلَا صوتُه واشْتَدَّ غضبُه حَتَّى كأنه مُنْذِرُ جَيْشٍ.
6- وكان يقولُ في خُطْبَتِه: «أما بعدُ» وَيُقْصِرُ الخطبةَ ويطيلُ الصلاةَ.
7 – وكان يعلِّمُ أصحابَه في خطبتِه قواعدَ الإسلامِ وشرائعَه، ويأمرُهم وينهاهم إِذَا عَرَضَ لَهُ أَمرٌ أو نهيٌ.
8 – وكان يقطعُ خُطْبَتَهُ للحاجةِ تَعْرِضُ، أو لإجابةِ مَنْ يَسْألُه،
ثم يعودُ إلى خُطْبَتِهِ فَيُتِمُّها، وكان رُبَّمَا نَزَلَ عَنِ المنبرِ
لحاجةٍ ثم يعودُ، وكانَ يأمرُهم بمقتضى الحالِ في خطبتِه، فإذا رَأَى منهم
ذَا فاقة أو حاجةٍ، أمرَهم بالصدقةِ وَحَضَّهم عليها.
9 – وكان يشيرُ بِأُصبعه السَّبَّابة في خُطْبَتِهِ عند ذِكْرِ الله وكانَ إِذَا قَحَطَ المطرُ يَسْتَسْقِي في خُطْبَتِهِ.
10 – وكان إذا صَلَّى الجمعةَ دَخَلَ منزلَهُ، فَصَلَّى ركعتين سُنَّتَهَا، وَأَمَرَ مَنْ صَلَّاها أَنْ يُصَلِّي بعدها أربعًا.
[b][b]4-هَدْيُهُ - صلى الله عليه وسلم -
في العِيْدَيْنِ
[/b]
1 - كان يُصَلِّي العيدينِ في المصَلَّى، وكان يَلْبَسُ أجملَ ثيابه.
2 - وكان يأكلُ في عيدِ الفطرِ قبل خروجِه تَمَراتٍ، ويأكلهن وِتْرًا،
وأما في الأضحى فكانَ لا يَطْعَمُ حتى يرجِعَ مِنَ المصَلَّى، فيأكلُ مِنْ
أُضْحِيَتِهِ، وكان يؤخِّرُ صلاة عيد الفطرِ ويعجِّلُ الأضحى.
3 - وكان يخرُجُ ماشيًا، والعَنَزَةُ تُحْمَلُ بَيْنَ يديه، فإذا وصلَ نُصِبَت ليُصَلِّيَ إليها.
4 - وكان إذا انتَهى إلى المصلَّى أخذ في الصَّلاة بغير أذانٍ ولا إقامةٍ،
ولا يقول: الصلاةُ جامعةٌ، ولم يَكُنْ هو ولا أصحابُه يُصَلُّونَ إذا
انْتَهَوا إلى المصلَّى شيئًا قبلَها ولا بعدَها.
5 - وكان يبدأُ بالصلاةِ قَبْلَ الخُطبَةِ، يُصَلِّي ركعتين، يُكَبِّرُ في
الأولى سبعًا مُتوالية بتكبيرة الإحرام، يسكُتُ بين كُلِّ تكبيرتين سكتةً
يسيرة، ولم يُحْفَظْ عنه ذكْرٌ معينٌ بين التكبيراتِ، فإذا أَتَمَّ
التكبيرَ أخَذَ في القراءةِ، فإذا فَرَغَ كَبَّرَ وَرَكَعَ، ثم يكبِّر في
الثانيةِ خمسًا متوالية، ثم يأخذُ في القراءةِ، فَإِذَا انصرفَ خَطَبَ في
الناسِ وَهُمْ جلوسٌ عَلَى صفوفِهم، فيعظُهم ويأمرُهم وينهاهُم، وكان
يقرأُ بـ (ق) و(اقْتَرَبَتِ) كاملتين، وتارةً بـ(سَبِّحِ) و(الغَاشيَة).
6 - وكان يخطبُ على الأرضِ، ولم يَكُنْ هناك مِنْبَرٌ.
7 - وَرَخَّصَ في عدم الجلوسِ للخطبةِ، وأَنْ يجتزئوا بصلاةِ العيدِ عَنِ الجُمُعَةِ إذا وَقَعَ العيدُ يَوْمَها.
8 - وكان يُخالفُ الطريقَ يَوْمَ العيدِ