أحبتى فى الله ؛ لماذا نرى أن المرح شىء غير مُستحب وأن الإلتزام يفرض علينا أن نُصبح غير مرحين
فالوجه عابس والحديث حاسم وهذا يحدُث أيضاً بداخل الأُسرة المُسلمة
فالرجُل يعتبر أن المرح مع زوجته وأولاده يلغى حواجز الإحترام والهيبة
فى حين أنه يفعل العكس تماماً فحينما يكون هُناك بعض المرح والسعادة الأُسرية
فتقوى عاطفة الحُب والمودة بين أفراد الأُسرة المُسلمة
[size=25][b][b]
[size=16][size=16]
ويقف هُنا الحديث .. أمام عظمة ومكانة حديث الحبيب - صلى الله عليه وسلم - :
( قالت عائشة ( رضى الله عنها ) : والله رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم
- على باب حُجرتى ، والحبشة يلعبون بالحراب فى المسجد ، ورسول الله - صلى
الله عليه وسلم - يسترنى بردائه ، لأنظر إلى لعبهم ، بين أذنه وعاتقه ،
ثم يقوم من أجلى حتى أكون أنا التى أنصرف ، فأقدروا قدر الجارية الحديثة
السن الحريصة على اللهو ) رواه البخارى ومُسلم .
فما
أحلمك يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقد راعى نفسية زوجته السيدة
عائشة ( رضى الله عنها ) وجعلها تسعد برؤيتها للحبشة يلعبون ولم يُعنفها
أو يصُدها عن ذلك ، بل وتركها حتى انتهت واكتفت من النظر واللهو المُباح
..
[b][b]
[size=16][size=16]
وهُنا حديث آخر عن الحبيب - صلى الله عليه وسلم - :
( قالت عائشة ( رضى الله عنها ) : قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنى اعلم إذا كُنت عنى راضية ، وإذا كُنتِ على غضبى !
فقلت : من أين تعرف ذلك ؟!
فقال : إذا كُنتِ راضية : فإنكِ تقولين : لا ورب محمد .. وإذا كُنتِ على غضبى ، قلتِ لا ورب إبراهيم .
أترون أحبتى فى الله : كم لهذا الحديث من معنى جميل ورائع وكيف لا وهو من الحبيب
الذى قال عنه المولى - جل وعلا - ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ، فلم يقل لها
كلمة تُحزنها حينما تكون غاضبة عليه بل راعى حالتها النفسية وداعبها بقوله
لها ذلك .
وهُنا حديث آخر أيضاً عن الحبيب - صلى الله عليه وسلم - :
(
قالت عائشة ( رضى الله عنها ) : إنها كانت مع رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فى سفر ، وهى جارية ، فقالت : لم أحمل اللهم ولم أبدن . فقال
لأصحابه : تقدموا ، فتقدموا قم قال : تعالى أسابقكِ ! فسابقته على رجليّ ،
فلما كان بعد - وفى رواية - فسكت عنى حتى إذا حملت اللحم ( أى سمنت )
وبدنت ونسيت ، خرجت معه فى سفر ، فقال لأصحابه : تقدموا ، فتقدموا ، ثم
قال : تعالى أسابقكِ ، ونسيت الذى كان ، وقد خملت اللحم ، فقلت : كيف
أسابقك يا رسول الله ، وأنا على هذه الحال ؟! فقال : لتفعلن ، فسابقته
فسبقنى ، فجعل يضحك وقال : هذه بتلك السبقة ) رواه أو داوود والنسائى ،
حديث حسن صحيح .
[b][b]
[size=16][size=16]
يا الله ، ما
أروع تلك العلاقة الزوجية النبوية فلعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أراد بذلك تعليم كُلاً من الزوجين كيفية الإستمتاع بالحياة الزوجية فلا
مانع من أن يتخللها بعض من المرح
والمُداعبة وأيضاً بعض الأنشطة الرياضية المُفيدة ، وكم أنك يا حبيبى يا
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس لك مثيل فى هذا الكون فهل ترون
حبيباتِ ضحكتهُ مع زوجته .. هل ترون كمّ أنهُ مرح ورقيق المشاعر مع أم
المؤمنين عائشة ( رضى الله عنها ) .. صلى الله عليكِ يا حبيبى يا رسول
الله وعلى آلك وصحبك وسلم ..
وهُنا حديث آخر أيضاً عن الحبيب - صلى الله عليه وسلم - :
(
قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك أو حنين ، وفى صهوتى (
أى بيت صغير شبيه بالخزانة أو المخدع وقيل غير ذلك ) سِتر ، فهبت ريح .
فكشفت ناحية السِتر عن بنات لعائشة لُعب . فقال : ما هذه يا عائشة ؟ فقالت
بناتى !
ورأى بينهُن فرساً له جناحان من رِقاع . فقال :
ما هذا الذى أرى وسطهُن ؟!
قالت : فرسى !
قال : وما الذى عليه ؟!
قالت : جناحان .
قال : أما سمعتِ أن لسليمان خيلاً لها أجنحة ؟
قالت : فضحك حتى رأيت نواجذه ) رواه أبو داوود ، حديث صحيح .
[b][b]
[size=16][size=16]
ألا تروا كم كان يتواصل مع زوجته السيدة عائشة ( رضى الله عنها )
وكيف راعى حُبها للعب ..
وتؤكد ذلك السيدة عائشة حينما سُألت عن حال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خلا بالبيت؟
قالت: ألين الناس، بساما ضحاكا .
فأين
نحن أخوتى فى الله اليوم من قدوتنا وحبيبنا رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - أليس هو المثل الأعلى والقدوة الحسنة .. فدعوة لنا جميعاً أن نقتدى
به وبمواقفه العظيمة والنبيلة
[/size]